أولاً: الثقافة: كتب إدوارد تايلور Edward Burnett Tylor في كتابه الذى نشر عام 1871 في تعريف الثقافة يقول “إنها ذلك الكل المركب الذى…

أولاً: الثقافة:

  • مفهوم الثقافة:

كتب إدوارد تايلور Edward Burnett Tylor في كتابه الذى نشر عام 1871 في تعريف الثقافة يقول “إنها ذلك الكل المركب الذى يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاقيات والقانون والتقاليد وأي قدرات أخرى وعادات يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع”. فهذا التعريف ‏ الذى يعتبر في الواقع حصراً – قد ضُغط أحياناً في عبارة واحدة تقول إن الثقافة تتضمن جميع أنواع السلوك المكتسب. ومن الناحية العملية نجد أن الطابع المميز لدراسة الثقافة هو أنها تهتم “بالتقاليد” و”الأساليب” أما الفن فيقصد به تايلور Taylor “الأساليب الفنية”. والثقافة هي الملكية المشتركة لمجموعة من الناس يشتركون في نفس التقاليد. وهذه المجموعة من الناس بالتعبير الاجتماعي هي ما يطلق عليه اسم المجتمع.

وتتخذ دراسة الثقافة جانبيين أساسيين هما:

الجانب الأول: هو الدراسة المتزامنة أو الآنية أو في زمن واحد Synchronic Study أي دراسة المجتمعات والثقافات في نقطة معينة في تاريخها.والجانب الآخر: هو الدراسة التتبعية أو التاريخية أي دراسات Diachronic Method المجتمعات والثقافات عبر التاريخ.

ثانيًا: نظرية العولمة:

ترى نظرية العولمة أن ظهور أنظمة الاتصالات العالمية قد ترافق مع تآكل الثقافة الوطنية، وأن التدفقات الثقافية الهائلة المتصلة بعولمة الوسائط الإلكترونية تؤدي إلى تفتيت قوة الهوية الوطنية والمحاور الإقليمية للهوية بشكل عام.

وهناك العديد من المخاوف السياسية؛ حيث يشعر بعض النقاد بالقلق من التهديد الذي تشكله وسائل الإعلام العالمية غير المقيدة على الديمقراطية. على سبيل المثال، يشير إدوارد هيرمان وروبرت مكشني Edward Herman and Robert McChesney (1997) إلى مخاطر وسائل الإعلام التجارية التي تهيمن عليها الشركات العالمية؛ حيث ينتصر فيها الترفيه على النقاش السياسي والمشاركة المدنية، أما الآخرون فرغم اهتمامهم بالتسويق التجاري وقوة الشركات عبر الوطنية، إلا أنهم أكثر اهتمامًا بالتغيرات البنائية المرتبطة بعولمة وسائل الإعلام.

ووفقًا لنظرية العولمة فإن وسائل الإعلام العالمية ليست أكثر من كونها أداة للتوحيد الثقافي الجديد، وهذا باختصار هو ما تطرحه الإمبريالية الثقافية العالمية – حيث تعمل وسائل الإعلام على زرع القيم والأيديولوجيات الأمريكية في البلدان الأقل نموًا (Anthony Elliott, 2014:358, 359).

ثالثًا: التغير الاجتماعي:

يمكن تعريف التغير بأنه كل تحول يحدث في النظم الاجتماعية والأجهزة الاجتماعية من الناحية البنائية والوظيفية خلال فترة زمنية محددة. وتعتبر التنمية تغيرًا اجتماعيًّا مقصودًا يتم الإعداد له بشكل مسبق.

تتعدد مفهومات التغير الاجتماعي، حيث يعرف على أنه “كل تحول يحدث في النظم والأنساق والأجهزة الاجتماعية من الناحية المورفولوجية أو الفزيولوجية خلال فترة زمنية محددة، ويتميز التغير الاجتماعي بصفة الترابط والتداخل، فالتغير في الظاهرة الاجتماعية سيؤدي إلى سلسلة من التغيرات الفرعية التي تصيب الحياة بدرجات متفاوتة”(1).

كما عرفه موريس جينزبرج Morris Ginsberg على أنه “التغير الذي يحدث في طبيعة البناء الاجتماعي مثل زيادة أو تناقص حجم المجتمع أو في النظم والأجهزة الاجتماعية أو التغيرات اللغوية وكذلك يشمل المصطلح التغيرات في المعتقدات والمواقف”(2).

وكذلك عرفه جيرالد زالت مان G.Zaltman بأنه “تلك العملية التي تحدث بوساطتها تغيرات في بناء ووظيفة النظام الاجتماعي، فالبناء يتمثل في الأفراد وأوضاع الجماعات الذين يكونون هذا البناء وكذلك العلاقات الاجتماعية، أما الجانب الوظيفي فهو الدور والسلوك الفعلي للفرد في الموقف المتاح”(3).

وفي هذا الصدد حدد ولبرت مور Moore أهم سمات التغير كما يلي:

  • يحدث التغير في أي مجتمع أو ثقافة بشكل متتابع أو متلاحق ويتخذ شكل الاستمرارية والدوام.
  • يحدث التغير في كل مكان وعادة ما تكون نتائجه ذات أهمية بالغة في كل مكان أيضًا.
  • إن التغير إما أن يكون مخططًا مقصودًا (يكون تنمية) أو كنتيجة للآثار المترتبة على الابتكارات والمستحدثات المقصودة (يكون تغير).
  • كلما زادت قنوات الاتصال بحضارة ما بغيرها من الحضارات زادت إمكانية حدوث المستحدثات الجديدة.
  • عادة ما تكون سلسلة التغيرات التكنولوجية المادية والجوانب الاجتماعية المخططة منتشرة على نطاق واسع.

(1) محمد ياسر الخواجة، علم اجتماع التنمية: المفاهيم والقضايا، دار ومكتبة الإسراء، طنطا، 2009، ص 16.

(2) فادية عمر الجولاني، التغير الاجتماعي: مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغير، المكتبة المصرية، الإسكندرية، بدون سنة نشر، ص12.

(3) عبد المنعم عبد الحي – وجدي شفيق عبد اللطيف، علم الاجتماع الحضري والصناعي، بدون دار نشر، 2004، ص287.