أولاً: نشأة الإذاعة: في عام 1896 اكتشف ماركوني الموجات الكهرومغناطيسية والتي يمكن إرسالها بدون استخدام الكابلات والأسلاك، وأجرى العديد من التجارب على اللاسلكي…

أولاً: نشأة الإذاعة:

في عام 1896 اكتشف ماركوني الموجات الكهرومغناطيسية والتي يمكن إرسالها بدون استخدام الكابلات والأسلاك، وأجرى العديد من التجارب على اللاسلكي (الراديو) وأصبح بالإمكان نقل المحادثات البشرية لا سلكيًّا، وتم استخدامه في مختلف الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياسية والتعليمية والثقافية والأمنية. ولم يعد استخدامه مقصورًا على الجهات الرسمية، ولاسيما بعد أن اكتشف الكثير من الهواة سر هذا الاختراع والعمل على صنعه بسهولة.

وقد شهدت الإذاعة المسموعة خلال العقود الماضية تطورات كبيرة على كافة المستويات، سواء ارتبط ذلك بالجانب التقني في عملية البث الإذاعي أو الجانب التقني في جانب الاستقبال الإذاعي، كما شهدت تطورًا ملحوظًا على مستوى مضمون البرامج الإذاعية المقدمة، فظهرت الإذاعات المتخصصة التي تخاطب فئات جماهيرية معينة، أو تعني بمعالجة موضوعات وقضايا بعينها. وشهدت الأشكال والقوالب الفنية هي الأخرى تطورًا ملحوظًا لتتجاوب مع متغيرات العصر، حيث أصبحت أسرع في الإيقاع؛ كما شهدت تنوعًا ملحوظًا، وبرزت أشكال وقوالب إذاعية جديدة تلائم واقع التطور الذي تشهده وسائل الإعلام عمومًا(1).

ثانيًا: خصائص جمهور الإذاعة(2):

  • يستمع الجمهور للإذاعة قى الأماكن المختلفة (المنزل – السيارة – المكتب .. ).
  • لا يتفرغ الجمهور بالضرورة للاستماع للإذاعة ولكن يستمع إليها أثناء ممارسة عمل آخر.
  • تتفاوت خصائص الجمهور الذى يستمع للإذاعة من حيث الخصائص العمرية، النوع، المهنة، المستوى الاقتصادى والاجتماعى، المستوى التعليمى، المستوى الثقافي، الانتشار الجغرافي.
  • يستمع الجمهور للإذاعة فى أحيان كثيرة وهو فى حالة استرخاء ويختلف بذلك عن عادات وأنماط مشاهدة السينما والمسرح.
  • يعامل الجمهور الراديو بحميمية أكثر من وسائل الاتصال الأخرى، فهو جهاز قريب منه، يضعه في غرفة جلوسه أو نومه، أو فى جيبه، حيث سهل نقله إلى أى مكان، وربما يولد لديه إحساسًا بالخصوصية بشكل فوق التليفزيون.
  • طبيعة الإذاعة وتأثيراتها(3):
  • فالإذاعة كوسيلة اتصالية تخاطب حاسة السمع فى الإنسان ولا تخاطب حواسًا أخرى.
  • تنمى الإذاعة القدرة على التخيل لدى المستمعين، فالمستمع لا يرى أمامه شيئًا مثل التليفزيون أو الصحيفة ولكنه يتخيل الأشياء والموضوعات والبشر فى العمل الإذاعي.
  • تتمثل وظيفتها الأساسية في الإعلام والتعليم والتسلية.
  • الكلمة الإذاعية المفقودة يصعب تعويضها مرة أخرى إلا فى حالة إعادة تقديم البرنامج مرة أخرى، وربما لا يناسب موعد التقديم موعد الجمهور المستهدف.
  • استخدام الإذاعة يتسم بالسهولة، فهو غير معقد على المستوى الفنى.
  • الاذاعة كوسيلة إعلامية غير مكلفة ماديًا، فهى رخيصة جدًا مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى.

ثالثًا: عوامل تفوق الإذاعة كوسيلة اتصال:

ويرجع تفوق الراديو كوسيلة اتصال واحتلاله ترتيب متميز بين مختلف وسائل الاتصال الجماهيرية، لعدة أسباب: حيث يعتبر أسرع وسيلة، تربط المستمع بأحداث العالم فور حدوثها، فالكلمة المذاعة تدور حول العالم سبع مرات ونصف فى الثانية، ويجمع بين مميزات الاتصال الجماهيرى والاتصال الطبقي فى آن واحد، فهو يبث إرساله إلى ملايين عريضة، ولكنه في نفس الوقت يضمن هذا البث محطات إذاعية كاملة وأركان وبرامج طبقية، فهناك إذاعة للشباب، وأخرى للمثقفين – البرنامج الثقافى فى مصر، وإذاعة للكبار، وعشر إذاعات محلية – وهناك برامج وأركان للمرأة، والطفل، والشباب، والعمال، والفلاحين، والعلماء، والطلبة(4).


(1) نسمة أحمد البطريق، الكتابة للإذاعة والتليفزيون، مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح، كلية الإعلام، ٢٠٠٥، ص 11.

(2) المرجع السابق، ص 28.

(3) المرجع السابق، ص 27.

(4) عاطف عدلي العبد ونهى عاطف العبد، الإعلام التنموي والتغير الاجتماعي: الأسس النظرية والنمازج التطبيقية، دار الفكر العربي، القاهرة، 2007، ص 219.