أولاً: مفهوم إنترنت الأشياء وخصائصه: تتمثل رؤية إنترنت الأشياء في استخدام التقنيات الذكية لربط الأشياء في أي وقت وأي مكان لأي شيء. وقد…

أولاً: مفهوم إنترنت الأشياء وخصائصه:

تتمثل رؤية إنترنت الأشياء في استخدام التقنيات الذكية لربط الأشياء في أي وقت وأي مكان لأي شيء. وقد بدأ تشغيل إنترنت الأشياء في عام 1998 وكان مصطلح إنترنت الأشياء قد صاغه لأول مرة كيفن أشتون Kevin Ashton في عام 1999.

لقد تطورت شبكة إنترنت الأشياء بطريقة هائلة على مدى العقد الماضي وما زالت إنترنت الأشياء هي اتجاه جديد للباحثين في كل من الأوساط الأكاديمية والصناعية. وهناك العديد من النتائج التي توصلت إليها إنترنت الأشياء التي ذكرت في الأدبيات التي تقدم تعاريف ذات معنى.  

وفقًا لمشروع CASAGRAS تعرف بأنها: “بنية تحتية عالمية للشبكة تربط الأشياء المادية والافتراضية من خلال استغلال قدرات التقاط البيانات والاتصال. وتشمل هذه البنية التحتية التطورات الحالية والمتطورة للإنترنت والشبكة. وسوف تمكن من تحديد شيء معين، وقدرة الاستشعار والاتصال كأساس لتطوير الخدمات والتطبيقات التعاونية المستقلة. يركز برنامج CERP على العمل عبر الإنترنت بين الأجهزة “الذكية” غير المتجانسة مثل المستشعرات والمحركات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وغيرها، واستخدام الخدمات عبر الإنترنت. لذلك، يحتاج أي إطار لتطوير التطبيقات الخاصة بإنترنت الأشياء إلى دعم هذه الأجهزة غير المتجانسة”.

وفقًا لمجلة إنترنت الأشياء IEEE، نظام إنترنت الأشياء هو عبارة عن: “شبكة من الشبكات حيث يتم عادة توصيل عدد كبير من الأشياء / أجهزة الاستشعار / الأجهزة من خلال البنية التحتية للاتصالات والمعلومات لتوفير خدمات ذات قيمة مضافة عبر معالجة البيانات الذكية وإدارتها للتطبيقات المختلفة”. إن إنترنت الأشياء (IoT) هو مفهوم حاسوبي يصف المستقبل حيث سيتم ربط الأشياء المادية اليومية بالإنترنت وسيكون بمقدورها تعريف نفسها بأجهزة أخرى. وتم تعريف المصطلح بشكل وثيق مع RFID كطريقة للتواصل، على الرغم من أنه يمكن أن يشمل أيضًا تقنيات استشعار أخرى، وتقنيات لاسلكية أخرى، ورموز QR، الخ.

ويعرف تكتل الأبحاث الأوروبية لإنترنت الأشياء ( (IERCإنترنت الأشياء بأنها: “بنية شبكة عالمية ديناميكية ذات إمكانيات تكوين ذاتي قائمة على بروتوكولات اتصالات قياسية وقابلة للتشغيل البيني حيث تكون “الأشياء” الفعلية والافتراضية لها هويات وسمات فيزيائية وشخصيات افتراضية وتستخدم واجهات ذكية، ويتم دمجها بسلاسة في شبكة المعلومات”.

وإنترنت الأشياء (IoT) هي ثورة جديدة في الإنترنت. فهي تجعل الأشياء نفسها قابلة للتمييز، واكتساب الذكاء، وتوصيل المعلومات عن أنفسها، ويمكنها الوصول إلى المعلومات التي تم تجميعها بواسطة أشياء أخرى. وتتيح إنترنت الأشياء للأشخاص والأشياء الاتصال في أي وقت وأي مكان، مع أي شيء وأي شخص، ومن الناحية المثالية باستخدام أي مسار / شبكة وأي خدمة. وهذا يعني التعاطي مع عناصر مثل التقارب، والمحتوى، والمجموعات، والحوسبة، والتواصل والاتصال.

توفر إنترنت الأشياء التفاعل بين العالم الحقيقي / الفعلي والعالم الرقمي / الظاهري.  وتمتلك الكيانات المادية نظراء رقميين وتمثيلًا افتراضيًا، وتصبح الأشياء على دراية بالسياق ويمكنها الإحساس والتواصل والتفاعل وتبادل البيانات والمعلومات والمعرفة. ومن خلال استخدام خوارزميات صنع القرار الذكي في تطبيقات البرامج؛ يمكن إعطاء الاستجابات السريعة المناسبة للكيان المادي استنادًا إلى أحدث المعلومات التي تم جمعها حول الكيانات المادية والنظر في الأنماط في البيانات التاريخية، إما للكيان نفسه أو للكيانات المماثلة. وهذا يمهد أبعادًا جديدة لمفهوم إنترنت الأشياء في مجالات مثل إدارة سلسلة التوريد والنقل والخدمات اللوجستية والفضاء والسيارات والبيئات الذكية (المنازل والمباني والبنية التحتية) والطاقة والدفاع والزراعة وتجارة التجزئة وأكثر من ذلك (V. Bhuvaneswari, R Porkodi, 2014).

وتشير التقارير الصادرة من شركة سيسكو وشركة أريكسون وغيرهما من الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا الملعومات بان عدد هذه “الاشياء – Things ” سيبلغ في عام 2020 إلى ما يقارب 50 مليار شيئ متصل ومتفاعل على الإنترنت، مما يجعل من شبكة الانترنت شبكة لهذه الاشياء غير المتجانسة والمتفاعلة مع بعضها البعض من جهة ومع الانسان من جهة أخرى، ومن هذا المنطلق وضع العالم كيفن اشتون مصطلح “انترنت الاشياء – Internet of Things – IoT ” في عام 1999 او ما بدأنا نطلق عليه اليوم مصطلح “شبكة كل شيئ – Internet of Everythings – IoE ” أيضًا. حيث تهدف جميعها لإنشاء بيئة أفضل لحياة الإنسان (مازن سمير الحكيم، 2018).

  • الأشياء Things:

وتمثل “الأشياء” أي جهاز إلكتروني يمكن تعريفه على شبكة الإنترنت من خلال تخصيص عنوان إنترنت IPv6 له. حيث أصبح من الممكن اليوم ربط الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية بشبكة الإنترنت مثل السيارة، الغسالة، الثلاجة، المنبة، التلفزيون، الثلاجة، باب الكراج، المستشعرات، الحساسات وغيرها. من الممكن كذلك أن يصبح الإنسان نفسه شيئًا إذا ما خصص له أو بمحيطه عنوان إنترنت معين، كأن يخصص عنوان إنترنت لنظارته أو لساعته أو لسواره أو لملابسة أو لأجهزة أو لمعدات طبية على أو داخل جسمه. كما تتوسع الأشياء التي يمكن ربطها بالشبكات لتشمل أطواق الحيوانات (في مزارع التربية وفي المحميات وفي البحار) وحتى الأشجار وعناصر الغابات والقائمة تطول لتشمل كل شيء من الأشياء الأخرى. تعمل العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات اليوم على تطوير بيئات دعم متكاملة (Integrated Support Environment) لتمكن الأشياء من قدرة الربط بشبكة إنترنت الأشياء.

 يمكن ربط “الأشياء” بشبكة الإنترنت من خلال استخدام إحدى التقنيات الحديثة للربط بالشبكات كتقنية البلوتوث، تقنية ZigBee، تقنية Wifi، تقنية الجيل الرابع 4G أو غيرها، وما أحدثته هذه التقنيات من تحول جذري في بناء شبكات الحساسات اللاسلكية ) Wireless sensors Networks – WSNs ( التي تدعم عمل شبكة إنترنت الأشياء.

يمكن أن تتفاعل الأشياء مع بعضها البعض من جهة ومع الإنسان من جهة أخرى لتتيح بذلك العديد من التطبيقات الجديدة في المجالات الطبية، والصناعية، والاقتصادية، والتربوية، والرياضية وحتى على مستوى الحياة اليومية للفرد. فأساس الموضوع يعتمد على سيناريو تفاعل الأشياء عبر الإنترنت لتوفير أفضل الخدمات للإنسان.

وللتوضيح أكثر فيمكن أن تتصور بأن تقوم الصيدلية الشخصية في منزلك بتذكيرك بموعد تناول الدواء، وإرسال رسالة بريدية إلى طبيبك لتخبره في حال عدم تناولك له. أو أن ترفع ستارة شباك الغرفة وأن يفتح التلفاز لعرض أخبار الصباح حال نهوضك من النوم صباحًا. أو أن ينفتح باب البيت عند توجهك له لمعرفته بشخصيتك دون أن تفعل أي شيء.

يمكن تطوير واستحداث الكثير من الخدمات التي تهدف إلى خلق بيئة أفضل لحياة الإنسان من خلال توضيف شبكة إنترنت الأشياء وذلك بمدى تفوق قدرة الإنسان على الإبداع و الابتكار (مازن سمير الحكيم، 2018).

ثانيًا: مجالات التطبيق:

  1. المدن الذكية.

إن تطبيق نموذج إنترنت الأشياء (IoT) في سياق حضري أمر ذو أهمية خاصة، حيث أنه يستجيب للدفعة القوية للعديد من الحكومات الوطنية لتبني حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إدارة الشؤون العامة، وبالتالي تحقيق مفهوم المدينة الذكية. وعلى الرغم من عدم وجود تعريف رسمي ومقبول على نطاق واسع لـ “المدينة الذكية”، فإن الهدف النهائي هو الاستفادة بشكل أفضل من الموارد العامة، وزيادة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مع تقليل التكاليف التشغيلية للإدارات العامة. ويمكن متابعة هذا الهدف من خلال نشر إنترنت الأشياء في المناطق الحضرية، أي بنية تحتية للاتصالات توفر وصولاً موحدًا وبسيطًا واقتصاديًا إلى مجموعة كبيرة من الخدمات العامة، مما يطلق العنان لأوجه التعاون المحتملة وزيادة الشفافية للمواطنين. ويمكن لإنترنت الأشياء في المناطق الحضرية، في الواقع، تحقيق عدد من الفوائد في إدارة الخدمات العامة التقليدية وتحسينها، مثل النقل ومواقف السيارات والإضاءة والمراقبة وصيانة الأماكن العامة، والحفاظ على التراث الثقافي، وجمع القمامة، وسلامة المستشفيات و المدارس. وعلاوة على ذلك، يمكن استغلال توافر أنواع مختلفة من البيانات، التي يتم جمعها بواسطة إنترنت أشياء حضري واسع الانتشار، لزيادة الشفافية وتعزيز إجراءات الحكومة المحلية تجاه المواطنين، وتعزيز وعي الناس بوضع مدينتهم، وتحفيز المشاركة النشطة للمواطنين في الإدارة العامة، وكذلك تحفيز إنشاء خدمات جديدة مستندة إلى تلك المقدمة من خلال إنترنت الأشياء (Andrea Zanella, Lorenzo Vangelista, 2014).

  • الزراعة الذكية والمياه الذكية:

يمكن لإنترنت الأشياء أن تساعد في تحسين وتقوية العمل الزراعي من خلال مراقبة رطوبة التربة وقُطر الجذع في مزارع العنب للتحكم في كمية الفيتامينات في المنتجات الزراعية والحفاظ عليها، والتحكم في الظروف المناخية الصغرى لتعظيم إنتاج الفواكه والخضروات ونوعيتها، ودراسة الظروف الجوية في الحقول للتنبؤ بمعلومات الجليد، والأمطار، والجفاف، والثلوج أو تغيرات الرياح، ومراقبة الرطوبة ودرجة الحرارة لمنع الفطر والملوثات الميكروبية الأخرى. ويشمل دور إنترنت الأشياء في إدارة المياه دراسة ملاءمة المياه في الأنهار والبحار لأغراض الزراعة والاستخدامات الصالحة للشرب، والكشف عن وجود السوائل خارج الخزانات وتغيرات الضغط على طول الأنابيب ورصد تغيرات منسوب المياه في الأنهار والسدود والخزانات. يستخدم هذا النوع من تطبيقات إنترنت الأشياء شبكة من المستشعرات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار الأحادية كعناصر IoT  ومدى النطاق الترددي كوسيط. وتطبيقات إنترنت الأشياء المعروفة من هذا النوع هي SiSviA, GBROOS and SEMAT (V. Bhuvaneswari, R Porkodi, 2014).

  • البيع بالتجزئة والخدمات اللوجستية:

يتسم تنفيذ IoT في إدارة سلسلة التوريد / التجزئة بالعديد من المزايا التي تشمل مراقبة ظروف التخزين على طول سلسلة التوريد وتتبع المنتجات لأغراض التتبع ومعالجة الدفعات المالية بناءً على الموقع أو مدة النشاط بالنسبة لوسائل النقل العام وصالات الجيم والمنتزهات الترفيهية وما إلى ذلك. وفي المتجر نفسه؛ تقدم IoT العديد من التطبيقات مثل التوجيه في المتجر وفقًا لقائمة التسوق المحددة مسبقًا، وحلول الدفع السريع مثل الدفع تلقائيًا باستخدام البيومترية، والكشف عن مسببات الحساسية المحتملة في منتج معين والتحكم في تدوير المنتجات في الرفوف والمستودعات لجعل عمليات إعادة التخزين أوتوماتيكية. عناصر IoT المستخدمة في هذا النوع من التطبيقات هي RFID و WSN ومدى النطاق الترددي صغير. ومن أمثلة البيع بالتجزئة IoT المذكور في الأدبيات هو مركز بيع SAP بالتجزئة المستقبلي. وتتضمن IoT  في الخدمات اللوجستية جودة شروط الشحن، وموقع العنصر، واكتشاف عدم توافق التخزين، وتعقب أسطول الشحن .. إلخ. إن عناصر إنترنت الأشياء المستخدمة في مجال اللوجستيات هي RFID و WSN  والمستشعرات الفردية ويتراوح مدى النطاق الترددي من المتوسط إلى الكبير (V. Bhuvaneswari, R Porkodi, 2014).

  • الرعاية الصحية:

تستخدم أنظمة الرعاية الصحية مجموعة من الأجهزة المترابطة لإنشاء شبكة إنترنت الأشياء المخصصة لتقييم الرعاية الصحية، بما في ذلك مراقبة المرضى والكشف التلقائي عن الحالات التي تتطلب التدخل الطبي.

من المعترف به عمومًا أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة، مثل الذين يعانون من فشل القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الجهاز التنفسي أو مرض السكري يحتاجون إلى خدمات طبية ومستشفيات وخدمات الطوارئ أكثر من المرضى العاديين. وتعد تقنيات المعلومات والاتصالات من بين الأدوات التي يمكن أن تساعد في التخفيف من بعض المشاكل المرتبطة بالمسنين، وزيادة معدلات الأمراض المزمنة، ونقص العاملين في مجال الصحة، وفي نفس الوقت، تسهيل إعادة تنظيم الخدمات. وتتضمن أجهزة القياس الحديثة؛ مثل ضغط الدم والوزن ومستشعرات الحركة، ودمج قدرات الاتصال. ويمكن إنشاء شبكات إنترنت الأشياء التي يتم تنفيذها من أجل المراقبة عن بُعد بالمنزل؛ بحيث تكون هذه الأجهزة نفسها هي تلك المستخدمة عادة من قبل العاملين في مجال الصحة للتحقق من الحالة العامة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (Liane Margarida Rockenbach Tarouco et el, 2012).

  • الأمن والطوارئ:

تزداد بشكل كبير تكنولوجيات إنترنت الأشياء في ميدان الأمن وحالات الطوارئ وفيما يلي عدد قليل منها: التحكم في الوصول إلى المحيط الخارجي، وجود السوائل، مستويات الإشعاع والغازات المتفجرة والخطرة.. إلخ. ويتم استخدام التحكم في الوصول إلى المحيط الخارجي للكشف عن دخول الأشخاص غير المصرح لهم إلى المناطق المحظورة والتحكم فيه. ويستخدم وجود السائل في الكشف عن السوائل في مراكز البيانات والمستودعات وأراضي المباني الحساسة لمنع الأعطال والتآكل. ويستخدم تطبيق مستويات الإشعاع المستخدم لقياس مستويات الإشعاع في المناطق المحيطة بمحطات الطاقة النووية للتنبيهات بالتسرب. ويستخدم التطبيق الأخير لإنترنت الأشياء للكشف عن مستويات الغاز والتسرب في البيئات الصناعية، ومحيط المصانع الكيميائية وداخل المناجم (V. Bhuvaneswari, R Porkodi, 2014).

ثالثًا: تكنولوجيا الاتصال لـ IoT:

  1. الأجهزة الشائعة :

في عالم اليوم فأن الانترنت لا يربط الحواسيب الشخصية واللابتوب فقط وإنما الكثير من الأجهزة الاخرى التي نتفاعل معها بشكل يومي ويقوم أساس عملها على اتصالها بالانترنت مثل أجهزة الصراف الآلي وأجهزة الهواتف الذكية التي نستخدمها بشكل يومي للاتصال بالآخرين وإنجاز الكثير من الأعمال اليومية مثل تفقد الطقس واجراء الأعمال المصرفية أونلاين.

وفي المستقبل فإن الكثير من أجهزة المنزل ستتصل بالإنترنت بحيث يمكن مراقبتها وضبطها عن بعد بل والكثير من الأجهزة خارج المنزل وهذا يشكل كل الأجهزة التي توفر للإنسان خدمة معينة أو تسهل عليه عملاً ما (مصطفى صادق لطيف، 2017).

مثال على الأشياء المتصلة الآن بالإنترنت وهي :

  • الهواتف الذكية: والتي تتصل بالإنترنت في أي مكان تقريبا وتجمع وظيفة كل من الهاتف والكاميرا وجهاز تحديد المواقع (GPS) ومشغل الصوتيات والفيديو وكمبيوتر بشاشة لمس وغيرها من الوظائف الكثيرة الأخرى .
  • الأجهزة اللوحية (tablets): مثل الهواتف الذكية تحتوي وظائف الكثير من الأجهزة التقليدية مع شاشة أكبر وهي مثالية لمشاهدة الفيديو وقراءة المجلات والكتب مع لوحة مفاتيح في الشاشة نفسها.
  • نظارات جوجل (google glasses): وهي عبارة عن حواسيب قابلة للارتداء (wearable computers) كنظارات مع شاشة رقيقة لعرض المعلومات إلى المستخدم مثل العارضات التقليدية للبيانات (Head-up display) (مصطفى صادق لطيف، 2017).
  • الأجهزة المستخدمة للربط:
  • المتحسسات (sensors):

في عام 2012 تجاوز عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت عدد البشر وشكلت الكثير من هذه الأجهزة الحواسيب التقليدية والأجهزة النقالة إضافة إلى الأشياء الجديدة التي بدأت تدخل في كل مجالات الصناعة ومنها المتحسسات بكافة أنواعها. على الرغم من كون هذا العدد يبدو كبيرًا إلا أنه أقل من واحد بالمائة مما يخطط لربطه بالإنترنت في المستقبل.

والمتحسسات هي طريقة جمع البيانات من الأجهزة غير الحاسوبية حيث إنها تقوم بتحويل الظواهر الفيزيائية من بيئتنا المحيطة إلى إشارات كهربائية يمكن أن تعالجها الحواسيب. من أمثلة المتحسسات هي متحسسات رطوبة التربة ودرجة حرارة الجو ومتحسسات الإشعاع وكل هذه المتحسسات وغيرها سيكون لها دور كبير في إنترنت الأشياء.

هذه المتحسسات شائعة في السيارات التي تحتوي حقن وقود إلكتروني حيث تستخدم لمراقبة كمية الأوكسجين المقذوفة من قبل الماكينة بعد كل دورة احتراق داخلي وبناءًا على هذه المعلومات فإن الحاسوب (المتحكم) بحقن الوقود يقوم بضبط خليط الهواء والوقود لأفضل أداء للماكينة (مصطفى صادق لطيف، 2017).

  • معرفات تردد الراديو (Radio Frequency Identification RFID):

من أبرز أنواع المتحسسات هو معرفات الترددات الراديوية والتي تستخدم الحقول الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية للاتصال وإرسال المعلومات بين بطاقات مشفرة صغيرة (RFID tags) وبين قاريء الـ (RFID). عادة بطاقات الـ (RFID) تستخدم لتعريف وتتبع مسار حركة الجسم الذي ترفق به (كالحيوانات الاليفة مثلاً) ولأنها صغيرة الحجم فإنها يمكن أن تلحق بأي شيء مثل الملابس وحتى النقود. بعض بطاقات الـ (RFID) لا تحمل أي بطاريات والطاقة المطلوبة لإرسال البيانات يتم الحصول عليها من الإشارات الإلكترومغناطيسية المرسلة من قبل قاريء الـ (RFID) حيث تقوم البطاقة (RFID tag) باستلام الإشارات واستخدام جزء من طاقتها لتوفير الطاقة لإرسال الاستجابة وكما موضح في الصورة التالية :

بسبب مرونتها وقلة متطلبات الطاقة لها فإن بطاقات الـ (RFID) تعتبر وسيلة مفيدة جدًا في ربط الأجهزة غير الحاسوبية بالشبكة لتوفير معلومات عن الأجهزة الحاوية لـ (RFID reader). وكمثال على هذا فإن مصانع السيارات تضع (RFID tag) على جسد السيارة مما يسمح بتتبع أفضل لكل السيارات على طول خط الإنتاج والتجميع .

كان الجيل الأول من بطاقات تعريف الترددات الراديوية تسمى (write once, read many) أي اكتب مرة واحدة واقرأ عدة مرات أو إنه يمكن برمجتها من المصنع مرة واحدة بحيث لا يمكن التعديل عليها بعد ذلك. إلا أن البطاقات الأحدث يمكنها الكتابة والقراءة عدة مرات (write many, read many) مع دوائر متكاملة (Integrated Circuits ICs) تدوم لأربعين أو خمسين سنة ويمكن الكتابة عليها أكثر من مائة ألف مرة. وهذه البطاقات يمكنها خزن التاريخ الكامل للجهاز الذي ترفق به (أو تلصق عليه) مثل تاريخ التصنيع وتاريخ تتبع الموقع وعدد دورات الخدمة والعائدية لهذا الجهاز طيلة مدة عملها (مصطفى صادق لطيف، 2017).

  • المتحكمات (controllers):

المتحسسات المختلفة تبرمج لتأخذ القياسات ثم تترجمها إلى بيانات وإشارات ثم ترسلها إلى الجهاز الرئيسي المسؤول عن كل مجموعة متقاربة من هذه المتحسسات ويسمى المتحكم (Controller). المتحكم يكون مسؤول عن جمع البيانات من المتحسسات وتقديمها إلى الإنترنت والمتصلين به. قد تمتلك بعض المتحكمات قابلية اتخاذ القرارات الآنية أو قد ترسل البيانات إلى أجهزة أكثر قدرة وسلطة في الشبكة لتحليل البيانات أكثر واتخاذ القرار بشأنها. هذه الأجهزة الأكثر قدرة قد تكون ضمن نفس الشبكة المحلية أو قد تكون موجودة في مكان ما في قارة أخرى عبر الإنترنت.

ولغرض الوصول إلى هكذا حواسيب بعيدة نحتاج إلى مراكز بيانات (data centers) حيث إن المتحكم يرسل البيانات أولاً إلى الراوتر في الشبكة المحلية (LAN) والتي من خلالها يتم توجيه البيانات إلى حيث يجب أن تصل (مصطفى صادق لطيف، 2017).

رابعًا: التحديات والقضايا المتعلقة بإنترنت الأشياء:

  1. تحديات التكنولوجيا:
  2. الأمن: لقد تسببت إنترنت الأشياء في إحداث مشاكل أمنية كبيرة أثارت اهتمام مختلف شركات القطاع العام والخاص في العالم. إن إضافة مثل هذا العدد الهائل من المحاور الجديدة للأنظمة والويب سيوفر للمهاجمين منصة أكبر لغزو النظام، خاصة وأن العديد منهم يعرفون الآثار السيئة للثغرات الأمنية. وتشير المؤشرات إلى أن البرمجيات الخبيثة استولت على عدد لا حصر له من أدوات إنترنت الأشياء التي يتم استخدامها في التطبيقات الأساسية مثل الأجهزة المنزلية الذكية وكاميرات الدائرة المغلقة ونشرها ضد الخوادم الخاصة بها.
  3. الاتصال: وتتمثل أهم التحديات التي تواجه مستقبل إنترنت الأشياء في توصيل العديد من الأجهزة، وسيؤدي هذا الاتصال في نهاية المطاف إلى مقاومة الهيكل الحالي والتكنولوجيات المرتبطة به.  وفي الوقت الحاضر، يتم استخدام بنية خادم / عميل مركزية للمصادقة والتخويل وتوصيل العديد من الأطراف في شبكة.
  4. التوافق وطول العمر: تتطور إنترنت الأشياء بطريقة واسعة الانتشار. فهي تضم العديد من التقنيات وسوف تتطور قريبًا إلى اتفاقية.  وهذا سيطرح تحديات خطيرة وسيتطلب إعداد برامج وأجهزة إضافية من أجل إنشاء الاتصال بين الأجهزة.
  5. المعايير: اتفاقيات التكنولوجيا التي تتضمن بروتوكولات الشبكات والاتصالات، واتفاقيات تجميع البيانات؛ وهي مجموعة من الأنشطة التي تجري، وتعالج، وتخزن المعلومات التي يتم الحصول عليها من عدة مستشعرات.  وهذه تعزز البيانات عن طريق زيادة حجم ونطاق وتكرار البيانات المتاحة للتحليل (Falguni Jindal et. El, 2018).
  6. تحديات في مجال الأعمال Business:

الحاجة إلى خطة متكاملة؛ فالقضية الرئيسية هي مصدر إلهام رئيسي للبداية، ووضع الموارد، وإدارة أي مشروع، وبدون خطة عمل كاملة مبرهنة حول إنترنت الأشياء سيخلق لدينا فقاعة أخرى، يجب أن يفي هذا النموذج بكل المتطلبات الأساسية لجميع أنواع التجارة الإلكترونية: الأسواق الرأسية والأسواق الأفقية والأسواق الاستهلاكية. فهذه الفئة هي دائمًا من يعانون من التفتيش الإداري والقانوني. ويلعب استخدام تقنيات إنترنت الأشياء دورًا هامًا في خلق مصدر دخل إضافي لتخفيف العبء على البنية التحتية للاتصالات القائمة (Falguni Jindal et. El, 2018).

  • تحديات تتعلق بالمجتمع:

لا يعد فهم إنترنت الأشياء من وجهة نظر العملاء والمنظمين مهمة بسيطة للأسباب التالية:

  • طلبات ومتطلبات العملاء تتغير بانتظام.
  • تنمو الاستخدامات الجديدة للأجهزة – وكذلك الأجهزة الجديدة وتتطور بسرعة خطيرة.
  • يشتمل الابتكار والاختراع على ميزات وقدرات مكلفة وتتطلب استثمارات وأصولًا كبيرة.
  • إن استخدامات تكنولوجيا إنترنت الأشياء آخذة في التزايد والتغير بشكل منتظم في مياه مجهولة.
  • ثقة المستهلك: كل واحدة من هذه القضايا يمكن أن تضع العراقيل أمام رغبة المشترين في شراء السلع المرتبطة بها، الأمر الذي سيعوق إنترنت الأشياء من إشباع إمكاناتها الحقيقية (Falguni Jindal et. El, 2018).

المراجع:

  1. مصطفى صادق لطيف، مدخل إلى إنترنت الأشياء – الجزء الأول، بدون دار نشر، 2017، ص 51 – 58.
  2. مازن سمير الحكيم، مقدمة إلى إنترنت الأشياء    IoT، العراق – دار الكتب والوثائق ببغداد، جريدة لامدا: العدد رقم  1  الاثنين 4 حزيران، لسنة 2018، ص 3.
  3. Andrea Zanella, Lorenzo Vangelista, Internet of Things for Smart Cities, IEEE INTERNET OF THINGS JOURNAL, VOL. 1, NO. 1, FEBRUARY 2014, p 22.
  4. Liane Margarida Rockenbach Tarouco et el, Internet of Things in Healthcare: Interoperatibility and Security Issues, Conference Paper: International Workshop on Mobile Consumer Health Care Networks, Systems and Services, June 2012, p 6121.
  5. Falguni Jindal1, Rishabh Jamar2, Prathamesh Churi, FUTURE AND CHALLENGES OF INTERNET OF THINGS, International Journal of Computer Science & Information Technology (IJCSIT) Vol 10, No 2, April 2018, p 20-22.
  6. V. Bhuvaneswari, R Porkodi, The Internet of Things (IoT) Applications and Communication Enabling Technology Standards: An Overview, IEEE: International Conference on Intelligent Computing Applications, 2014, p 324-326.