تمهيد: تمثل دراسات القيم والسلوكيات المرتبطة بها أهمية كبيرة لدي الباحثين في تخصصات العلوم الاجتماعية بفروعها واتجاهاتها المختلفة؛ لما لها من تأثيرات مباشرة…

تمهيد:

تمثل دراسات القيم والسلوكيات المرتبطة بها أهمية كبيرة لدي الباحثين في تخصصات العلوم الاجتماعية بفروعها واتجاهاتها المختلفة؛ لما لها من تأثيرات مباشرة على المجتمع الإنساني في أنشطته المختلفة (اقتصادية، سياسية، تعليمية، .. إلخ) وآلية عمل أبنيته وأنساقه المختلفة، وعلى توزيعات القوة وقواعد الضبط الرسمي وغير الرسمي ولاسيما مع ما حدث مع بداية الألفية الثالثة من ثورة معلوماتية.

ﻭﻤﻊ أن ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻜﺎﺴﺏ ﻟﻭﻋﻰ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻬﻡ ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﻡ إلا أنها انطوت أيضًا على ﻤﺨﺎﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﻭﻴﺘﻬﻡ ﻭﻭﻋﻴﻬﻡ، ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﻡ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻫﻭﺓ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ﻭﻀﻌﻑ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺸﺭﻴﻑ ﺩﺭﻭﻴﺵ، ﻤﻤﺎ ﺃﺴﻔﺭ ﻋﻥ ﺒﺭﻭﺯ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻗﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻭﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ، ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻅﻬﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻭﺃﺨﺭﻯﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻔﺎﻗﻤﺕ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺴﻌﺔ ﻭﺤﺠم اﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ(1).

أولاً: أهمية القيم السلوكية وضرورة دراستها في الواقع المعاصر:

ويبرز الاهتمام بالقضية القيمية لعدة أسباب منها(2):

  • السبب الأول: الجهل بطبيعة القيم وسماتها وتعدد الآراء حولها، وارتباطها بمعتقدات ثقافية متعددة ومتضادة في كثير من الأحيان.
  • السبب الثاني: الأزمة المعاصرة فيما نسمعه ونراه من تغيرات في المجتمع، مثل دخول الجريمة والمخدرات إلى عالم الطفولة.
  • السبب الثالث: إهمال الجانب التطبيقي للقيم في العملية التربوية، والتأكيد على غرسها في شخصية النشء.

من ناحية أخرى يؤدي الاستخدام غير المنظم لوسائل التواصل الاجتماعي إلى تغيرات في القيم الاجتماعية، وتغير المفاهيم المتصلة بالأسرة والثبات والمرأة والعلاقات الاجتماعية(3).

كذلك فإن الأزمة المالية والاقتصادية التي خلفتها الأزمات الدولية، أثرت بقوة على القيم وعلى سلوكيات البشر والمجتمعات في المجتمع المصري، كما في كل بلدان العالم المنفتحة على الاقتصاد العالمي والتي تأثرت بالأزمة ولاسيما تداعيات الحرب الروسي الأوكرانية.

ﻭﺘﺯﺩﺍﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ، ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﻏﺭﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴـﺭ ﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻨﻜﺭ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﻭﻴﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﻴﺠﺎﺯ ﺒﻌﺽ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻫﻤﻴـﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ(4):

1.   ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨـﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻀـﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ، ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ؛ ﻤﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻏﺭﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻁﻔل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﻴﻬﻴﺊ ﻟـﻪ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ ﻤﻤﺎ ﺸﺭﻋﻪ ﺍﷲ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻴﻌﺼﻤﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻟل.

2.   ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻭﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻓﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻟﺫﺍ ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺫﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲﺃﺴﺭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ ﻓـﻲ ﻗﻴﻤـﻪ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ؛ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﺒﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ.

3.   ﺍﺘﺨﺎﺫﺍﻷﹰﻁﻔﺎل ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻨﺠﻭﻡ ﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﻀﺔ ﻗﺩﻭﺓ ﻟﻬـﻡ ﻭﺘﻘﻠﻴـﺩﻫﻡ ﻓـﻲ ﻗـﺼﺎﺕ الشعر ﻭالأزياء! ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﻗﺩﻭﺘﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ.

4.   ﻁﻐﻴﺎﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻤﺎ ﺘﺒﺜﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﻤﻭﻡ ﻻ ﺘﺘﻔﻕ ﻤـﻊ ﺍﻟـﺩﻴﻥ، ﻭﻗﻴﻤـﻪ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺩ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﺎ ﺘﻘﺩمه من قيم معتادًا ﹰﻤﺄﻟﻭﻓﺎ لنا! ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺘﺯﻟﺯل ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﺘﻤﺘﺩﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻤﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ.

5.   ﺍﻨﺸﻐﺎل ﺍﻟﻨﺎﺱ -ﹰ ﺤﺎﻟﻴﺎ- ﺒﻬﻤﻭﻡ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻭﺍﻟﺭﺯﻕ، ﻭﺘﻔﻀﻴل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻬـﺎﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﺇﻟﻰ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ، ﻭﺴﺎﻋﺩﺕ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺸﻴﻭﻉ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺯﺍﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻭﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ– ﻟﻌﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ– ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻷﻋﺒـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ ﹰﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻴﻭﻡ، ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻴـﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻭﻀـﻌﻑ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻐﺭﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻟﺩﻴﻬﻡ، ﻭﺘﻔﻀﻴل ﺩﻓﻌﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤـﻀﺎﻨﺔ، ﻓﺄﺼـﺒﺢ ﺍﻟﺒﻴـﺕ ﻭﺍﻷﺴﺭﺓﻋﻠﻰ ﻫﺎﻤﺵ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ.

6.   ﻀﻌﻑ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﺭﺱ ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﻟـﺩﻯ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴـﺫ ﻭﺼﺎﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻤﻨﺼﺒًﺎ على تلقين ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺘﻬـﺎﺀ ﻤـﻥ ﺘﻠﻘـﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﻭﻗﺕ.

ثانيًا: الأسرة والقيم السلوكية:

تحتاج جميع الجماعات البشرية، بما في ذلك العائلات والأزواج، إلى القيم والمعتقدات التي ترشدهم. وتبدو القيم والمعتقدات التي تعلمناها منذ الطفولة متأصلة فينا كبالغين. أنها تشكل أساس توقعاتنا. وعندما تكون طفلاً وتقول لطفل آخر: “هذه ليست الطريقة التي نقوم بها في منزلنا!” إنها مجرد ملاحظة لطريقة مختلفة في التفكير أو الفعل. عندما تكون في علاقة زوجية ويقول أحد الأشخاص: “لماذا تفعل ذلك؟” وقد يفهمها الزوج بطريقة مختلفة، مثل: “ليست هذه هي الطريقة التي فعلناها في منزلنا!” والتي على الرغم من كونها واقعية، إلا أنها قد تبدو وكأنها هجوم وفشل في تلبية توقعات شريك الحياة.

وعند اختيار الزوج، من الحكمة اختيار شخص يتوافق بشكل أساسي مع نظام المعتقدات الواسع الذي نتبناه. لكن لا تتوقع أبدًا التوافق التام لأننا جميعًا أفراد فريدون وهناك طرق لا حصر لها للنظر إلى العالم(5).

  • أهمية القيم في حياة أبنائنا:

وللقيم أهمية كبيرة في توجيه سلوكيات الأبناء تتمثل فيما يلي(6):

  • تحدد للأبناء أساليب التعامل والتواصل وقواعد الاتفاق والاختلاف بين الناس.
  • يستطيع الأبناء التكيف مع البيئة التي يعيشون فيها.
  • تساعدهم على زيادة التفاعل بينهم وبين ما يريدون تحقيقه.
  • تعد عاملًا مهمًا في ربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض، وتوحيد وجهتهم.
  • تسمو بالأبناء فوق الماديات الحسية.
  • تعد باعثة ومحفزة للأبناء على العمل.
  • لها دلالة على المجتمع وتقدمه.
  • كيف تتحدد القيم التي تنميها الأسرة في الأبناء:

تختلف المجتمعات فيما بينها في الأساليب التي تتبعها وكذلك في القيم التي تتبناها، وكذلك تختلف تلك الأساليب بين أسرة وأخرى تبعًا لعدة عوامل أهمها(7):

  • الموروثات الموجودة لدى الأبوين والمكتسبة منذ الطفولة.
  • المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.
  • المستوى التعليمي والثقافي للوالدين.
  • الديانة والقيم التي يتبناها المجتمع الذي تعيش فيه الأسرة.
  • الخبرات التي اكتسبها الأبوين أثناء حياتهم العلمية والاجتماعية.
  • المعوقات التي تمنع الأسرة من القيام بدورها:

وتوجد مجموعة من المعوقات التي تمنع الأسرة من القيام بدورها في غرس القيم السلوكية تتمثل فيما يلي(8):

  • العائق الأهم هو تحدي العولمة حيث تنتشر الأفكار الغربية والدخيلة على مجتمعنا نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت مما أوجد تحديات كبيرة في مجال التربية الأخلاقية وصعوبة مسؤولية التربية على الأهل.
  • الدور السلبي لوسائل الإعلام حيث من المفترض أن تقوم وسائل الإعلام بدورها في التوعية السلوكية والمحافظة على القيم إلا أن العولمة والانفتاح جعل ضعاف النفوس يستغلون هذه الوسائل كسلاح لحرف الجيل الصاعد عن الطريق القويم بإشاعة الفوضى وبث قيم المجتمعات الغربية لتأجيج صراع القيم عند الأبناء.
  • ضعف دور المؤسسة التعليمية، حيث أن تضاؤل دور المدارس وأماكن التعلم وابتعادها التدريجي عن مسؤوليتها التوعية والتربوية أدى إلى وقوع العبء الأكبر على عاتق الأهل في عملية التربية.
  • التأثير السلبي لرفاق السوء حيث أنه للأصدقاء الدور الأكبر في حياة الفرد في مختلف المراحل العمرية ولا يخفى على أحد دور رفاق السوء في انحراف الأبناء عن الطريق القويم الذي تمت تنشئتهم عليه منذ الطفولة.

عوامل ترسيخ القيم السلوكية في الأسرة:

توجد عدة عوامل تساعد في ترسيخ القيم الاجتماعية ضمن الأسرة، ومن أهم هذه العوامل(9):

  1. التواصل الجيد: يجب أن يكون هناك تواصل جيد بين أفراد الأسرة لتبادل الأفكار والمشاعر والتعبير عن الرغبات والاحتياجات. يساعد التواصل الجيد على تعزيز الثقة والتفاهم والتعاون بين أفراد الأسرة.
  2. النموذج الإيجابي: يعتبر الوالدان هما النموذج الأول والأهم للأطفال، وبالتالي يجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة في تطبيق القيم الاجتماعية والأخلاقية في حياتهم اليومية. يعتبر النموذج الإيجابي للوالدين مهما جدا في ترسيخ القيم الاجتماعية لدى الأطفال.
  3. الحوار والتوعية: يجب أن يتم توعية أفراد الأسرة بأهمية القيم الاجتماعية وشرح معانيها وأهدافها ودورها في بناء المجتمع. يمكن القيام بذلك من خلال الحوار والمناقشة وقراءة الكتب والمقالات ومشاهدة الأفلام والبرامج التي تناقش هذه القيم.
  4. التعاون والتفاهم: يجب أن يكون هناك تعاون وتفاهم بين أفراد الأسرة في تنفيذ القيم الاجتماعية. يمكن تنظيم أنشطة مشتركة تعزز هذا التعاون وتعلم الأطفال كيفية التفاوض والاحترام لآراء الآخرين.
  5. تحفيز الإيجابية: يجب تحفيز الأفراد في الأسرة على التصرف بإيجابية وتقدير السلوك الحسن وممارسة القيم الاجتماعية. يمكن استخدام التشجيع والمكافآت كأدوات لتعزيز الممارسات الإيجابية.
  6. تعزيز العدالة والمساواة: يجب أن يتم التعامل بعدالة ومساواة بين أفراد الأسرة، وعدم التفضيل أو التمييز بينهم. يساعد ذلك في ترسيخ مفهوم العدالة والمساواة في نفوس الأطفال.
  7. الاحترام والصداقة: يجب أن يتم تعزيز قيم الاحترام والصداقة بين أفراد الأسرة، وذلك من خلال ممارسة الاحترام المتبادل والتفاهم والاهتمام بمشاعر الآخرين. يمكن تعزيز هذه القيم من خلال تنظيم وقت مشترك لقضاء الوقت معًا وتعزيز روابط الصداقة بين أفراد الأسرة.

ثالثًا: دور المدرسة في تنمية القيم السلوكية لدى التلاميذ:

تُعد المدرسة مؤسسةً اجتماعية متخصصة، وهي تؤدي دورًا لا يمكن إغفالُه في ترسيخ القيم التربوية؛ حيث تستخدم طرقًا مباشرة ومقصودة، وذلك بتناول هذه القيم صراحة في مواد الدراسة وشرحها، مع تأكيد ضرورة التمسك بها، ويمكن استخدامُ القصص ومناقشة ما جاء فيها، وأخذ العبر منها، ومعرفة السلوك الحسن الذي جاء فيها والسلوك السيئ للاستفادة من السلوك الطيب، وتجنُّب السلوك السيئ، كما قد تمارس المدرسة الثواب والعقاب والترغيب والترهيب في تعليمها للقيم، كما تستخدم المدرسة العديد من الأساليب لتثبيت بعض أنواع السلوك المرغوب فيه، مثل إظهار الموافقة وتقديم الجوائز، وقد يحدث العكس فيما يتصل بالسلوك والقيم المرغوبة، ومن الأفضل التبكير في غرس القيم والمُثل والمبادئ في نفوس الأطفال، وذلك بضرب الأمثال والقدوة العلمية، وبيان ثمرات القيم، وبيان أضرار مخالفتها وإثارة الطاقات الخيِّرة، ولا بد من التعاون بين الأسرة والمدرسة والمسجد في تحصين الطلاب بالقيم الأخلاقية، ولا يمكن إغفال دور المعلم في غرس القيم بين الطلاب لِما له من أثر عظيم يمكِّنه من إحداث تغيير في سلوكياتهم، بالإضافة إلى أن الطلاب يتأثرون بالسمات البارزة والسلوك المتميز للمعلم، ويتعلمون منه القيم والأفكار، فهو مثلهم الأعلى يقلِّدونه ويحتذون به في سلوكه وتصرُّفاته، فمسؤولية القيم الخلقية وغرسها وتنميتها، تقع على عاتق جميع القائمين على شؤون التربية في المدرسة، بل هي مسؤولية المجتمع بمؤسساته المتعددة، ويمكن للمدرسة أن يكون لها دورٌ بارز في مواجهة انحراف بعض الشباب خلال معالجة هذه الانحرافات، من خلال التربية الخلقية لهؤلاء الشباب التي تهدف إلى إصلاح النفس وسلامة تكوينها، وذلك بتعزيز إيمانهم وفَهمهم الصحيح للإسلام، والتحلي بالأخلاق الحميدة، ويجب على المدرسة أن تحثَّ تلاميذها على ضرورة التمسك بالقيم الخلقية عامة، وأن تؤكد ذلك من خلال برامجها المختلفة وأنشطتها المتنوعة، وجميع الخبرات التي تُقدَّم من خلالها، وأن يتضمَّن محتوى بعض المقررات الدراسية أنواع القصص المختلفة، وذلك من خلال سنوات الدراسة في المراحل التعليمية المتعددة(10). وللمعلم دور حاسم في تنمية القيم السلوكية وتشكيل هوية المجتمع، فهو الذي يتحمل مسؤولية تربية وتعليم الجيل ويقف كل يوم أمام طلابه يتلقون منه العلم والخلق والسلوك السوي، ولابد أن يعتمد في ذلك على مجموعة من الطرائق والاستراتيجيات التي تلعب دورا مهماً في تحقيق هذا الهدف.  كما ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية مفاهيم معينة، كمفهوم المسؤولية الاجتماعية، والملكية العامة والمواطنة، والمشاركة في اتخاذ القرار، والتعاون، ومفهوم الحق والواجب، المساواة، الإخاء، الحوار، العدل، النقد البناء، حرية الرأي والتعبير، واحترام الرأي الآخر .. الخ. كما ينبغي تضمين الكتب المدرسية بعض المعلومات الأساسية التي يحتاجها الفرد ليكون عنصرا فعالا في الوطن الذي يعيش فيه. لذلك يُعد الكتاب المدرسي أداة مهمة في تحقيق هذه الغاية في العملية التربوية، فالكتاب المدرسي ليس مجرد مجموعة من الورق المطبوع، والمتضمن للرموز والحروف والأشكال المتناسقة، بل هو أداة وظيفية تعمل على تنمية شخصية التلميذ وغرس ثقافة مجتمعه(11).


(1) نوره مسفر عطية الغبيشي الزهراني. (2014). ‘القيم الأسرية في ضوء متغيرات العصر وتأثيرها على اتجاهات الشباب الجامعي نحو قضاء وقت الفراغ’, المجلة العلمية لکلية التربية النوعية – جامعة المنوفية, 1(العدد الاول يناير 2014 الجزء الاول), pp. 222-251. doi: 10.21608/molag.2014.154872.

(2) أحلام عتيق مغلي السلمي، مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية من منظور إسلامي، مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث العدد الثاني المجلد الثالث يناير2019م، ص 80 https://journals.ajsrp.com/index.php/jeps/article/download/446/409/812.

(3) فريدة نىادري. (2020).’وسائل التواصل الإجتماعي و أثرها على القيم الاجتماعية’, المجلة العلمية للتکنولوجيا وعلوم الإعاقة, 2(2), pp. 162-148. doi: 10.21608/skje.2020.104218.

(4) عثمان إمام السيد عثمان. (2015). ‘دور الأسرة في غرس قيمة الصدق لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبکرة مع تقديم تصوّر مقترح’, التربية (الأزهر): مجلة علمية محکمة للبحوث التربوية والنفسية والاجتماعية), 34(165جزء1), pp. 71-134. doi: 10.21608/jsrep.2015.55312.

(5) John D. DeFrain, et al. Getting Connected, Staying Connected Values, Beliefs, Behaviors, and ,Cultural Differences, University of Nebraska–Lincoln Extension, Institute of Agriculture and Natural Resources, 2012. https://extensionpublications.unl.edu/assets/pdf/g2135.pdf.

(6) دور الأسرة في بناء القيم، موقع تيار الإصلاح، 21 نوفمبر 2017، https://www.noslih.com/articleدور+الأسرة+في+بناء+القيم.

(7) ما هو دور الوالدين في غرس القيم الاخلاقية في الأبناء؟، موقع فنجان، مايو 30, 2023 https://funjaan.com/دور-الأسرة-في-غرس-القيم-الأخلاقية-في-ال/.

(8) المرجع السابق.

(9) موقع إجابة: https://www.ejaba.com/question/ ما-هي-العوامل-التي-تساعد-في-ترسيخ-القيم-الاجتماعية-ضمن-الأسرة.

(10) شيرين لبيب خورشيد، دور المدرسة في غرس القيم الأخلاقية، شبكة الألوكة الاجتماعية، 22/9/2019 https://www.alukah.net/social/0/136334.

(11) أيت حمودة ح. (2011). “أهمية المدرسة في تنمية القيم السلوكية لدى التلاميذ ودورها في تحقيق توافقهم الاجتماعي-دراسة ميدانية”. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية و الإجتماعية, 3(5), 15-64. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/16289.