يرجع الفضل في اختراع التلفزيون إلى العالم البريطاني “جون بيرد” الذي توصل إلى هذا الاختراع عام 1924، وذلك بعد محاولات عديدة لتطبيق العديد…

  • نشأة التلفزيون:

يرجع الفضل في اختراع التلفزيون إلى العالم البريطاني “جون بيرد” الذي توصل إلى هذا الاختراع عام 1924، وذلك بعد محاولات عديدة لتطبيق العديد من النظريات العلمية الدقيقة، واستطاع التوصل بدقة إلى نظريات الإرسال والاستقبال التلفزيوني الموجودة حاليًا.

وفي عام 1929 أنشئت هيئة الإذاعة البريطانية أول إذاعة تلفزيونية لها من استوديوهات سميت باسم مخترع التلفزيون ذاته وهو “بيرد”. وقد جرت العديد من التجارب بعد ذلك لتطوير كاميرا التلفزيون، وذلك من أجل تطوير النقل الداخلي والخارجي للإرسال التلفزيوني.

  • طبيعة التلفزيون وتأثيراته:

والتلفزيون على ضيق مجاله نسبيًّا مقارنة بالإذاعة (من حيث نطاق البث الأرضي) إلا أن له خصائص وتأثيرات تميزه عن سائر وسائل الاتصال الجماهيري، أهمها كالتالي:

  • يلعب في العصر الحديث دورًا بالغ التأثير في النطاقات المحلية والإقليمية والدولية؛ لقدرته على استهواء الناس، وهو أهم وسيلة اتصال جماهيرية تستخدم على أوسع نطاق في الإعلام والتعليم والتسلية(1).
  • أذهان المشاهدين تكون دائمًا ملتصقة بالواقع ومرتبطة بحيز الحياة الواقعية، كما أن المسافة بين المشاهد والعرض تعتبر طبيعية ومباشرة، في نفس الوقت الذي تعبر فيه عن علاقة بين شخص وشخص. ولهذا فإن المؤثرات تقاس دائمًا على الواقع الفعلي، وفي ظل هذا المناخ يحس “جمهور المشاهدين” بواقعية ما هو واقعي، وبعدم واقعية غير الواقعي(2).
  • التلفزيون ملئ بالشخصيات التي توجه حديثها إلى جمهور المشاهدين بطريقة مباشرة: كضيوف البرامج، والكوميديين الذين يرددون المونولوجات، ومذيعي البرامج ومقدميها، والمحاضرين، ومقدمي البرامج التعليمية وما إلى ذلك(3).
  • أصبح مركزًا لالتقاء كل الوسائل الإعلامية ومصبًا لروافدها مثل الوكالات الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعي(4).
  • استخدام الاستمالات العقلانية (بالأسلوب المنهجي والأدلة المنطقية في إقناع الجمهور) والاستعانة بخبراء كضيوف في مجالات مختلفة، وعرض صور ومقاطع فيديو، والاستمالات العاطفية (بعرض قصص إنسانية خاصة وعامة عن حياة المشاهير وتقريبهم من قلوب الجماهير).
  • تناول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمناقشة والتحليل.

وقد وسعت الفضائيات من مجال تأثير التلفزيون. كالتالي:

  • تطور الفضائيات:

وتنقسم الفضائيات إلى نوعين، نوع يعتمد على الإعلانات لمواجهة تكاليف المضمون والغرض منه الإعلان عن المنتج ولكنه يجعل من المشاهدين سوقًا رائجة لمنتجات معينة، ونوع آخر يخاطب المشاهدين كجمهور في حاجة إلى الحصول على معلومات وليس كزبائن ومشترين، ووراء هذه الفضائيات إدارات وحكومات أو نخبة من أصحاب الثروات ذوي الاهتمامات السياسية أو الاقتصادية(5).

وعند الحديث عن الفضائيات لابد من التطرق إلى وجهين متناقضين لها، الوجه المتعلق بالإيجابيات، والآخر المتعلق بالسلبيات، فقد فتحت أفاقًا رحبة للمعرفة الإنسانية والاطلاع عن كثب على العالم. لمن تجاوزوا الوقوع في مخاطرها. وتتمثل أبرز إيجابيات وسلبيات الفضائيات فيما يلي:

  • إيجابيات الفضائيات:

ومن أبرز هذه الإيجابيات ما يلي(6):

  • قوة مؤثرة في تكوين الإنسان: وبخاصة في توجيه الميول والمشاعر، وتنمية القدرات والمواهب، خاصة إذا كان القائمين عليها من الخبراء والأخصائيين في المجالات النفسية والاجتماعية والتربوية المختلفة.
  • قناة حضارية سريعة التأثير في المجتمعات: فهي مقياس لتقدم الشعوب، وسبيل الدولة الحديثة في إظهار مبادئها وقيمها ومنجزاتها، وأداتها في توجيه شعبها لبلوغ أهدافها وآمالها، ووسيلتها في بناء حضارتها.
  • سبيل الأمة في التأكيد على هويتها: تحمي مبادئ الأمة وتراثها الثقافي، والوقاية من صراع الأفكار.
  • سلبيات الفضائيات:

على الرغم من الإيجابيات العديدة التي تقدمها الفضائيات إلا أننا يمكن أن نرصد العديد من السلبيات للبث الفضائي، ولقد وصف طيب تيزيني التأثير السلبي للبث الفضائي بأنه مدمر، ويقول أن الوضع العربي الراهن يمثل بنية قابلة للاختراق بكثير من السهولة والطواعية، ويرجع ذلك إلى أن الأمة العربية قد أصيبت بهزات عنيفة من الداخل والخارج، وأن علاقة عدم التكافؤ أو “اللاتكافؤ” بين الوضع العربي والوضع الغربي (الأوروبي والأمريكي) – والذي يقول أنه تبلور مع بداية التسعينيات – تكمن وراء خطورة البث الفضائي على المجتمع العربي وأن تجليات ذلك تظهر في ابتزاز المشاهد من خلال البرامج الرياضية هوسًا للشباب، والبرامج الفنية التي تجعل من الفن ظاهرة مرضية وأحاسيس متخلفة، والبرامج الجنسية التي حولت المرأة إلى سلعة(7).


(1) إسماعيل علي سعد، الاتصال أساس التجمع البشري، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2011، ص 91.

(2) سامية محمد جابر، الاتصال الجماهيري والمجتمع الحديث: النظرية والتطبيق، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1998، ص142.

(3) سامية محمد جابر، الاتصال الجماهيري والمجتمع الحديث: النظرية والتطبيق، مرجع سابق، ص 144.

(4) المرجع السابق، ص 145.

(5) فؤادة عبد المنعم البكري، الإعلام الدولي، مؤسسة عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، 2011، ص 208.

(6) صلاح عبد الحميد، الإعلام الفضائي والمجتمع: التأثير والتأثر، مرجع سابق، ص.ص 102، 103.

(7) إنشراح الشال، وسائل الإعلام في إطار علم الاجتماع الإعلامي، دار النهضة العربية، القاهرة، 2013، ص 140.