تعريف الأمم المتحدة للتنمية: تعرف الأمم المتحدة أن التنمية عبارة عن مجموعة من الوسائل والطرق التي تستخدم بقصد توحيد جهود الأهالي مع السلطات…

تعريف الأمم المتحدة للتنمية:

تعرف الأمم المتحدة أن التنمية عبارة عن مجموعة من الوسائل والطرق التي تستخدم بقصد توحيد جهود الأهالي مع السلطات العامة من أجل تحسين مستوى الحياة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات القومية والمحلية وإخراج هذه المجتمعات من عزلتها لتشارك إيجابيًّا في الحياة القومية ولتساهم في تقدم البلاد.

 ويتضح من هذه التعريفات: أن عملية التنمية أيا كانت صورتها اجتماعية أو اقتصادية يجب أن تعتمد على عنصرين أساسيين هما.

  • مساهمة الأهالي بأنشطتهم الجماعية والفردية في الجهود التي تبذل لتحسين مستوى معيشتهم  بصورة إيجابية.
  • تقديم الخدمات الفنية والمادية من الحكومة أو الهيئات الدولية أو الأهلية لتشجيع هذه الجهود وإنجاحها.

أهداف التنمية:

تهدف عملية التنمية إلى تحسين جودة الحياة من خلال تحقيق ما يلي:

  • التنمية المستدامة:

 وتعرف على أنها “التنمية التي تهيئ للجيل الحاضر متطلباته الأساسية والمشروعة، دون أن تخل بقدرة المحيط الطبيعي على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتهم”، أو بعبارة أخرى، “استجابة التنمية لحاجات الحاضر، دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها” (1).

وتتضمن عملية التنمية المستدامة في البعد الاجتماعي منها تنمية بشرية تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن مشاركة الجماهير في صنع القرارات التنموية التي تؤثر في حياتهم، بالإضافة إلى عنصر العدالة أو الإنصاف والمساواة. وهناك نوعان من الإنصاف هنا، وهما: إنصاف الأجيال المقبلة، التي يجب أخذ مصالحها في الاعتبار، والنوع الثاني هو إنصاف من يعيشون اليوم من البشر ولا يجدون فرصًا متساوية مع غيرهم في الحصول على الموارد الطبيعية والخدمات الاجتماعية، وتهدف التنمية المستدامة إلى تقديم العون للقطاعات الاقتصادية غير الرسمية، وتحسين فرص التعليم، والرعاية الصحية بالنسبة للمرأة(2).

  • التنمية الاقتصادية:

 في السنوات القليلة الماضية نجد حكومات من توجهات متنوعة قد دعمت فكرة إنشاء مبدأ الجدارة؛ بحيث يمكن صقل المواهب من كل الخلفيات الاجتماعية فتؤدي إلى المنفعة الاقتصادية والاجتماعية لكل من الشخص والدولة. وقد استخدمت عبارات مختلفة لتصف هذا المفهوم مثل “توسيع المشاركة” و”الحراك الاجتماعي” ويوجد إجماع سياسي كبير حول هذا التوجه السياسي(3).

  • التنمية السياسية:

من التعريفات العربية للتنمية السياسية، نجد أن “نبيل السمالوطي” يعرفها بأنها “تتمثل في تنمية قدرات الجماهير على إدراك مشكلاتهم بوضوح، وقدراتهم على تعبئة كل الإمكانات المتاحة لمواجهة هذه المشكلات بشكل علمي وواقعي. هذا إلى جانب تمثيل الجماهير لقيم الديموقراطية وتحقيق المساواة السياسية بين أفراد المجتمع”(4).

أنواع التخطيط للتنمية:

توجد تصنيفات متعددة للتخطيط نعرض لها فيما يلي:

  • من حيث الأهداف:

يوجد نوعين من التخطيط أحدهما بنائي والآخر وظيفي.

التخطيط البنائي: هو مجموعة القرارات والإجراءات التي تتخذ بقصد إحداث تغيرات أساسية في البناء الاجتماعي. ولا يقتصر هذا النوع من التخطيط على مجرد الإصلاح والترميم في البنيان القائم وإنما يتعدى ذلك التغير الجذري في بناء المجتمع وظواهره ونظمه.

التخطيط الوظيفي: فيختلف عن السابق حيث أنه يقوم بإحداث التغيير في الوظائف التي يؤديها النظام.

  • من حيث المجالات:

يقسم التخطيط إلى نوعين الأول جزئي والثاني أشمل؛ فالنوع الأول هو التخطيط الذي يتناول جزءًا أو مجالاً أو قطاعًا واحدًا من قطاعات المجتمع أما النوع الثاني فهو الذي يتم على مستوى المجتمع بكل أنشطته وقطاعاته؛ إذ يكون التخطيط شاملاً لكل أهداف المجتمع وموارده.

  • من حيث المستوى:

يقسم التخطيط إلى نوعين رئيسيين هما التخطيط على المستوى القومي والتخطيط على المستوى المحلي.

والنوع الأول هو وضع الخطط القومية على مستوى الدولة كلها بحيث تنصب على المجتمع كله باعتباره وحدة متكاملة.

أما النوع الثاني فهو يتم على مستوى المجتمعات المحلية ويستهدف النهوض بتلك المجتمعات.

  • المبادئ التي يقوم عليها التخطيط للتنمية:

هذه المبادئ يمكن ذكرها في الآتي:

  • الواقعية:

هي وضع الخطط على أسس عملية تنهض على تقدير الإمكانيات والموارد القائمة في المجتمع.

  • الشمول:

يقصد أن تكون الخطط شاملة لمختلف القطاعات الوظيفية  القائمة في المجتمع.

  • التكامل:

يتم عن طريق الترابط بين المستويات المختلفة لمشروعات وبرامج الخطة.

  • المرونة:

من حيث اللامركزية وتسهيل الإجراءات.


(1) مصطفى منير محمود وطارق محمود يسري، سياسات التنمية المستدامة للمجتمعات الريفية الفقيرة، مشروع مبادرة التوعية بالأهداف الإنمائية للألفية، جامعة القاهرة، كلية التخطيط العمراني والإقليمي، قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، مارس ٢٠١٢، ص13.

(2) أحمد بشارة، التنمية المستدامة.. مفهومها.. أبعادها.. مؤشراتها، موقع مصر العربية، 29 أكتوبر 2015. Also available at: http://www.masralarabia.com/اقتصاد/776191-التنمية-المستدامة-مفهومها-أبعادها-مؤشراتها

(3) Michael Brown, Higher Education as a tool of social mobility, op.cit, p 8.

(4) كاظم علي مهدي، التنمية السياسية وأزمات النظام السياسي في العراق بعد عام ۲۰۰۳، مجلة دراسات دولية، العدد العدد السادس والخمسون، ص 125.